فصل: فصل في علاج دود القروح:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في علاج القروح الصديدية:

تحتاج أن تستعمل فيها الأدوية المجفّفة لتنقي الصديد ثم تشتغل بإنبات اللحم إن كانت رهلة واستعمل عليها أدوية الإنبات غورتها وعفنتها لضعف أجسام تلك القروح بل يجب أن يجفف أولاً ثم يستعمل وإذا استعملت الدواء فلم تجد الرطوبة تنقص أو رأيتها ازدادت فاعلم أن الدواء بحسب ذلك البدن ليس بمجفف فزد في تقويته وتجفيفه وأعنه بالجلاء اليسير كالعسل مثلاً وبأدوية قباضة مثل الجلنار والشب وقلل من قوة الدهن واجعله دهناً فيه تجفيف.
وإن رأيت القرحة قد أفرطت أيضاً في الجفاف فانقص من القوى كفها أعني التجفيف والجلاء والقبض واحفظ هذه الوصية في الأدوية المنبتة للحم في القروح ولا تغلط بشيء واحد وهو أن يكون الدواء أجلى مما ينبغي فيأكل العضو ويحيل لحميته إلى رطوبة سائلة تحسبها صديداً فتزيد في قوة الجلاء ومثل هذا الدواء يجعل القرحة أغور وأسخن وأشبه بالمتورم وتتخزف الشفة ويحس العليل بلذع ظاهر واعلم أن الأدوية المجففة للقروح منها ما هي شديدة التبريد كالبنج والأفيون وأصل اللقاح ومنها ما هي شديدة التسخين مثل الريتيانج والزفت فيكون لك أن تعمل أحدهما بالآخر وبحسب مقابلة مزاج بمزاج من الأمزجة الجزئية والأدوية المنقية للصديد هي الأدوية المجففة مثل الشب والعفص وقشور الرمان وقشار الكند والمرداسنج ودقيق الشعير وسويقه وشقائق النعمان وورق شجر البعوض.
وإذا ضمد بورق الجوز الطري وجوزه وضمد به كما هو أو مطبوخاً بشراب نفع جدّاً ونشف الرطوبات بغير أذى.
وهذه صفة مرهم جيد أن يؤخذ المرداسنج فيسقى تارة بالخل وتارة بالزيت حتى يبيض ثم يؤخذ من الكحل والروسختج والعروق والعفص والجلّنار ودم الأخوين والشب وإقليميا الفضة أجزاء سواء يدقّ ويسحق جيداً ويكون من كل واحد منها سدس ما أعددت من المرداسنج فتخلط الجميع ويستعمل وتستعمل أيضاً أدوية ذكرناها في القراباذين.
وكثيراً ما يحتاج إلى غسل الصديد بالسيالات كما نذكرها في القروح الغائرة ومنها ماء البحر.
وأما ماء الشب فيغسل ويردع ويجفف وجميع هذه الأدوية المذكورة الآن تضر إن كان مع القرحة ورم والماء المطبوخ فيه السعد فهو جيد التجفيف وطبيخ الهليلج والأملج وطبيخ الأزادرخت.

.فصل في علاج القروح الوسخة:

يجب أن تستعمل فيها الأدوية الجالية وتبتدىء من الأول بما هو أقوى وألذع على ما قلنا في القانون ثم تدرج إلى مثل الشيطرج والزراوند مع عسل وقليل خل.
وأيضاً علك البطم بمثله دهن ورد أو سمن وأيضاً أصل السوسن مع عسل وأيضاً دقيق الكرسنة وحشيشة الجاوشير.
ومن المركبات: المرهم الهندي والمراهم الخضر كلّها الزنجارية البسيطة والمخلوطة بالأشق ونحوه والمراهم القيسورية والمراهم المتخذة بدقيق الكرسنّة ومرهم الملح والقرص الأسود والقرص الأخضر والمعروف بقرموجانيس ومن الأدوية: الجفاف يؤخذ دردي الزيت وعسل وشب أجزاء سواء أو يؤخذ أسفيذاج وجعدة سواء وإذا اشتد التوسخ نفع الفراسيون مع العسل.
ومن الأضمدة الجيدة: الزيتون المملح وقد تقع الحاجة ههنا أيضاً إلى استعمال ما يغسل به من السيالات على ما نقول في باب الغائرة وكلها تضرّ إن كان ورم.
في علاج الكهوف والقروح الغائرة والمخابي هذه تحتاج في علاجها إلى أن تملأها لحماً ولا يكون ذلك إلا مع غزارة الغذاء والدم ويحتاج في ذلك إلى أدوية التجفيف والتنقية جميعاً ويجب أن يكون وضعها وضعاً لا يحتبس فيها الصديد بل يسيل فإن وجدت هذا الموضع اتفاقاً فيه أصل القرح من العضو إلى فوق وفوّهاتها إلى أسفل فذلك وإن كان بخلاف ذلك وكان يمكن الإنسان أن يغتر وضع القعر بما يتكلفه من النصبة غير الطبيعية فعل وإن لم يمكنه لم يكن بد من شق القرحة إلى أصلها شقّاً مستقصياً لا يبقي كهفاً أو من إحداث مسيل ومنفذ في أصلها غير فوّهتها إحداثاً بعمل اليد.
ويتأمّل في ذلك حال العضو وهل يحدث به خطر من ذلك فإذا فعلت ذلك شددت القرحة بالرباط مبتدئاً من الفوهة منتهياً إلى الأصل الذي كشفت عنه وفي الأول بخلاف ذلك.
وتجعل أشدّ الشد في الجهة العالية في الوجهين جميعاً ولا يجب أن تبلغ بالرباط الإيلام ثم الإيرام وإذا لم يمكنك الشق اشتغلت بالغسل وإدخال الفتائل المنبتة المنقية التي لا تبطل تنقيتها إنباتها القوّة لأمرين فيها.
وقد جرّبنا نحن مرهم الرسل فكان جيداً بالغاً منجحاً بالمداواة والقنطوريون إذا حشي منه عجيب جداً ثم سومفوطون ثم الإيرسا ثم دقيق الكرسنة.
والمخابي إذا لم تتدارك لم يلتصق الجلد فيها التصاقاً جيداً ولكن يمكن أن تجفف الجلد ليلزم لزوماً يشبه الصحيح.
والقروح الغائرة والكهوف والمخابي لا تنقّيها الأدوية تنقية بالغة ولا ينبت فيها اللحم إلا أن تجعل سيالات غسالة يزرق فيها بزراقات أو يمس بفتائل وخصوصاً إذا لم يمكن شكلها شكلاً يكفي في تنقيتها النصبة والعصر من الرباط على ما بينا والغسل من الغسالات وخصوصاً ممزوجاً بالشراب وماء الرماد غسال قوي لا يحتمله قليل الوضر من القروح وماء البحر قريب من ذلك فإنه يغسله ويجفف والماء الشبي غسال ومع ذلك مانع لما يتحلّب إلى العضو فإذا كان ورم لم يصلح شيء من ذلك ولا الشراب.
وهذه القروح يجب أن توضع عليها فوق الأدوية في رباطاتها خرق ملطوخة بما يحتاج إليه العضو في صلاح مزاجه ويحتاج إليه في مقاومة المراهم التي تستعمل داخلاً لتكون على فم القرحة خرقة أخرى مطلية بما يجب من الدواء والدليل على أنها التصقت قلة ما يسيل وطمأنينة الأسافل وربما انعصر عنها بالربط وقوّة الدواء رطوبات كثيرة دفعة ثم جفّت والتصقت.

.فصل في علاج دود القروح:

من الأشياء النافعة له عصارة الفودنج النهري وأدوية ذكرناها في باب الأذن في الكتاب الثالث.

.فصل في إنبات اللحم في القروح:

يجب أن لا ينبت اللحم حتى ينقى ويجذب إليها الغذاء إن قل فلم يصل إليها فإذا نقيت فبعد كل لذاع وجلاء بقوّة كيف كانت القروح وأين كانت ويجب أن تراعي في استعمال الأدوية المنبتة للحم الوصايا المذكورة من تعهد ما يظهر من فضل رطوبة فيها أو فضل جفاف فتعمل ما قلناه في باب القروح الصديدية ليس من حيث يبقى القرح رطباً أو يصير جافاً شديد الجفاف بل من حيث اللحم الذي ينبت إذا كان شديد الرطوبة أو قليلاً جافاً.
ومما يقلّل تجفيفه تسييله والزيادة في دهنه وشمعه إن كان مرهماً وممّا يزيد في تجفيفه أن يغلظ ويخثر ويقلل دهانته وتكثر الأدوية فيه أو يزاد فيها مثل العسل وإنبات اللحم بالمراهم أوفق وأبطأ وبالذرورات أعسر وأسرع وربما صلبت اللحم فيكون من الصواب أن تنثر الذرور وتحدقه بالمراهم والشراب وخصوصاً القابض لدواء جيّد لجميع القروح بما يغسل وينقي ويجفف ويقوي.
وقد ذكرنا الأدوية المنبتة في باب الجراحات وبالحري أن نذكر من خيارها ههنا شيئاً وهو أولى بهذا الموضع وهو الكحل المحرق والأنزروت وغراء السمك والحلزون المسحوق وتوبال الشابرقان والأبار المحرق والوج والبرنجاسف واللوف والسعد وخصوصاً للوضر والجعدة قوية جداً والقنطريون غاية والزجاج المحرق عجيب في تجفيفها وإدمالها.

.فصل في علاج القروح المتآكلة غير المتعفنة:

القانون الكلي في علاج المتآكلة والخبيثة أن تنقي البدن أو العضو إن كان البدن نقياً بحجامته وإرسال العلق عليه وتبدل مزاجه بالأطلية وإصطلاح الغذاء من غير تأخير ولا مدافعة فإن المدافعة في ذلك مما يزيد في رداءتها وربما أحوج سعي التآكل إلى قطع العضو وينفع المتآكلة التي لا عفونة معها التنطيل بالماء البارد وماء الآس وماء الورد وماء عصا الراعي والشراب القابض إن لم تكن حرارة والخل الممزوج بماء ورد أو ماء ساذج كثير إن كانت حرارة ونحو ذلك من المياه المبردة المجففة.
وإن كان هناك عفونة فبماء البحر وغير ذلك مما سنقوله في باب المتعفنة ثم إن أجود علاجها استعمال القوابض المجففة المبردة مثل قشور الرمان والعدس وورق المصطكي وبزر الورد والشوكة المصرية وحب الآس نطولات فيها هذه الأدوية ويقوى أمثال هذه بطعم من شب ونخوة أو سكنجبين أو قرع يابس محرق أو لسان الحمل مع سويق أو ورق الزيتون الطري.

.فصل في علاج القروح المتعفنة والرديئة:

هذه القروح الرديئة أصل علاجها تنقية البدن أو العضو نفسه أو كان البدن نقياً بما تنقيه وحده من الحجامة والعلق والأطلية المصلحة للمزاج على ما ذكرناه مراراً وتجويد الغذاء ولا يجب أن تتوانى في علاجها فإن عتقها يزيد شرّها ويجب أن يمنع عنها الأورام الحارّة ومما يسكنها البنج مع السويق.
وأمثال هذه القروح أيضاً إذا أفرطت في الفساد ربما أحوجت إلى الاستئصال بالكي بالنار أو بالدواء الحاد أو بالقطع كي لا يبقى إلا اللحم الصحيح المعروف بجودة دمه ولونه والعظم الصحيح الأبيض النقي.
والدواء الحاد يأخذ جميع الخزف ويخرجه ويتدارك إيلامه بالسمن توضع عليه وضعاً بعد وضع فهذه وإن لم تكن نواصير ولا متخزفة فهي رديئة خبيثة وربما أحوجت إلى قطع العضو ليسلم من عفونته.
والتنطيلات التي تصلح لها هي بمثل ماء البحر والمياه المذكورة في باب النواصير وهذه القروح وغيرها يجب إذا استعمل عليها الأدوية أن تترك أياماً ولا تحل والأدوية التي يجب أن تستعمل في هذه هي مثل دقيق الكرسنة مع شيء من شبّ أو لحم السمك المالح وبزر الكتان مسحوقاً بقلقديس أو حاشا بزبيب أو تين أو ورق شجر التين أو نطرون وكمون ودقيق مع عسل أو أضمدة بصل الفار مطبوخاً بعسل أو الكرنب بعسل أو قرع يابس محرق وورق الزيتون الطري.
صفة دواء مركّب: يؤخذ راوند وعصارة ورق الخروع جزءاً جزءاً زنجار نصف جزء تتخذ منه لطوخ بالماء في قوام العسل وربما احتيج إلى تقويته بعصارة قثّاء الحمار والسوري وتجعل عليه خرق يابسة وأيضاً زراوند وعفص وزيت سواء تتّخذ ملطوخ للقرحة وحولها أو نورة وقلقطار جزء جزء زرنيخ نصف جزء.
وأيضاً السوري اثني عشر القلقطار عشرة زاج أربعة تتخذ منه لطوخ بأن تطبخ في خل ثقيف نصف قوطولي حتى يذهب الخلّ ثم يؤخذ منه بمرْوَد ويلطخ به القروح.
وأيضاً: يؤخذ من القلقطار والزاج من كل واحد عشرون جزءاً قشور الحديد ستة عشرجزءاً عفص غيرمثقوب ثمانية.
وأيضاً: يؤخذ ملح جزء شب محرق وقشور النحاس وقيسور محرق نصف جزء نصف جزء.
مرهم جيد: يؤخذ عنزروت وروسختج وعفص وزنجار وزراوند يجمع بشيء من العلك لتكون له لدونة وعلوكة ويستعمل بعد تنظيف القرحة.
دواء غاية مجرب: يؤخذ زاج أحمر أربعة وعشرين نورة حية ستة عشر شب ستة عشر قشور الرمان ستة عشر كندر وعفص من كل واحد إثنين وثلاثين شمع مائة وعشرين زيت عتيق قوطرلي.
آخر جيد: يؤخذ رصاص محرق كبريت نحاس محرق إسفيذاج الرصاص كندر مرداسنج مر إقليميا أشق جاوشير مصطكي قدر درهمين درهمين شحم كلي البقر ريتيانج علك الأنباط دهن الآس شمع ثلاثة ثلاثة يذوب ما يذوب في الخل مقدار ما يعجن به ما لا يذوب وما يسحق ويجمع ويعجن.
دواء منجع جمعه جالينوس وغيره: يؤخذ توبال النحاس أوقية زنجار محكوك أوقية شمع نصف رطل صمغة لاركس أوقية ونصف يتخذ منه مرهم على رسمه في ذوب ما يذوب وسحق ما ينسحق ويزاد الشمع وينقص بقدر الحاجة واستحبوا أن يخلط به ذيقروجاس وتكلم عليه جالينوس كلاماً طويلاً وإذا كانت هذه القروح على مثل الذكر استعملت فيها دواء القرطاس المحرق دواء أنزرون وقرع يابس محرق أو صوف وسخ محرق أو رماد ورق السرو أو ورق الدلب.

.فصل في علاج العسرة الإندمال والخيرونية:

اعلم أن القروح التي هي عسرة الإندمال مطلقاً غير المتآكلة وغير المتعفنة كما يكون العام غير الخاص فإنهما ساعيتان فهذه قد لا يكون معها سعي وتقف على حالها مدة وهذه غير النواصيِر أيضاً لأنها لا يجب أن تكون متخزفة.
وبالجملة المتآكلة والمتعفنة والنواصير من جملة العسرة الإندمال من غير عكس.
وأما الخيروتية فهي الغاية في الفساد وفي البعد عن الإندمال والقانون في علاج هذه القروح أنه إن كان السبب رداءة مزاج فأصلح أو رداءة فاجعل الغذاء ما يولد دماً جيداً مضاداً لذلك أو قلته فكثره ويوسع في الغذاء الجيد وإن كان السبب ترهلاً وتوسخاً نعالج علاج الرهل ومن الجيد في ذلك أن تعرقه بماء حار إلى أن يعرق العضو ويحمر وينتفخ ثم تمسك ولا تجاوز ذلك القدر فإنك تجذب به مادة كثيرة وآفة عظيمة إلى العضو واجعل الدواء من بعد ذلك أقل تجفيفاً وربما نفع وضع خرقة مبلولة بالماء الفاتر وربما احتيج إلى حك للقرحة وإدماء ودلك.
لعضوها واستعمال المراهم الجاذبة الزفتية.
وإن كان السبب رداءة حال عرضت لما يحيط بها من اللحم عولج بما عرفته من الشرط وإخراج الدم والتدارك بالمجففات وإن كان السبب دالية تسقى فاقطعها وسَيل دمها أو سلها فكثيراً ما أراح ذلك ولكن إن كان امتلاء فابدأ بالفصد واستفرغ خلطاً سوداوياً إن كان ثم تعرض للدالية وسيل منها من الدم ما أمكنك لئلا يعرض من تعرضك للدالية ما هو شر من القرحة الأولى ثم عالج الجراحة التي عرضت من الدالية ثم القرحة العسرة الإندمال وإن كان السبب ضعف العضو وذلك بسبب سوء مزاج لا كيف اتفق بل سوء مزاج مفرط بعيد عن الاعتدال الذي بحسبه من حر وبرد وما يتبع الأمزجة من تخلخل مفرط أو تكاثف شديد والأول في الأكثر يتبع الحرارة والرطوبة أو الرطوبة والثاني البرودة واليبوسة أو اليبوسة فيجب أن تعالج الموجب بالضد أو ما يوجب الضد وكثيراً ما يكون السبب عن الحرارة الجذابة للمادة والمرسلة إياها ويحتاج في علاجه إلى المبرّدة القابضة.
وإن كان السبب ناصوراً فعالج علاج النواصير وإن كان السبب فساد العظم الذي يليها شرّحنا وكشفنا عن العظم فإن كان يمكن إزالة ما عليه بالحك فعلنا الحك واستقصينا وإلا قطعنا وفعلنا ما نشرحه في باب فساد العظم.
قال جالينوس: كان غلام به ناصور في صدره قد بلغ إلى العظم الذي في وسط قصه فكشفنا عن عظم القص جميع ما يحيط به فوجدناه قد أصابه فساد فاضطررنا إلى قطعه وكان الموضع الفاسد منه هو الموضع الذي عليه مستقر علاقة القلب فلما رأينا ذلك ترفقنا ترفقاً شديداً في انتزاع العظم الفاسد وكانت عنايتنا باستبقاء الغشاء المغشي له من داخل وحفظه على سلامته وكان ما اتصل من هذا الغشاء بالقصّ قد عفن أيضاً.
قال: وكنا ننظر إلى القلب نظراً بيناً مثل ما نراه إذا كشفنا عنه بالتعقد في التشريح قال فسَلِم ذلك الغلام ونبت اللحم في ذلك الموضع الذي قطعناه من القص حتى امتلأ واتصل بعضه ببعض وصار يقوم من ستر القلب وتغطيته بمثل ما كان يقوم به قبل ذلك رأس الغلاف للقلب.
قال: وليس هذا بأعظم من الجراحات التي ينتقب فيها الصدر هذا ويقول أنه إذا أعتقت القروح وقدمت فمن الصواب أن يسيل منها بالمحمرة دم على ما يليق بها وأما الأدوية المعدة لعسر الاندمال في غالب الأحوال فمثل توبال النحاس والزنجار المحرق وغير المحرق وتوبال الشابورقان وتوبال سائر الحديد ولزاق الذهب يتخذ منها قيروطات والقلقطار والزاج وما يشبهها مع أشياء مانعة للتحلب إلى العضو إن كان مثل الش والعفص.
ومما يعالج به العسرة الإندمال: يؤخذ من الإقليميا ومن غراء الذهب ومن الشبّ ثمانية ثمانية زنجار وقشور النحاس واحداً واحداً صمغ السرو أربعة شمع ودهن كما تعلم.
وأيضاً: يؤخذ من الشمع عشرة ومن صمغ الصنوبر تسعة ومن الإقليميا ثلاثة ومن القلقطار ستة ومن دهن الآس الكفاية.
وأيضاً يربّى القلقطار والإقليميا بماء البحر أو ماء الحصرم أو ماء مطبوخ فيه القلي والنورة طبخاً يسيراً بحسب المزاج تربية جيدة في الشمس ثم يصفى عنه من غير أن يتملح عنه ماء البحر أو ماء القلي.
وأيضاً: يؤخذ نحاس محرق وريتيانج وملح أندراني من كل واحد أوقيتان شمع ودهن الآس مقدار الكفاية وينفع منها الأدوية الناصورية إذا جففت ودققت ومنها: دقيق الكرسنة والإيرسا والزراوند المحرق والنحاس المحرق وتراب الكندر على اختلاف ما يستحقه كل بدن من التركيب.
دواء جيد: يؤخذ برادة النحاس وبرادة الحديد ويعجن بماء شب ويطيق بالطين الأحمر ويحرق في التنور ثم يخرج ويسحق ويستعمل ذروراً أو يتخذ منه ومن المرداسنج مرهم.
صفة مرهم ذهبي جيد: يؤخذ من المرداسنج الذهبي منا ومن الشمع وأصل المازريون ستة وثلاثون مثقالاً ومن الزنجار ثمانية عشر مثقالاً برادة الذهب المسحوقة بالحكمة برائحة المرداسنج أربعين مثقالاً دهن عتيق ثلاثة أرطال يجعل عليه أولاً المرداسنج والذهب والزنجار ثم سائر الأدوية.
وأيضاً يؤخذ حرق التنانير ورماد الودع ورصاص محرق مغسول يتخذ منه مرهم بدهن الآس ولا بد من أن يكون ذلك الدهن قُوَّم بمرداسنج.
وصفة ذلك أن يؤخذ من المرداسنج مثلاً أوقية ومن الخل الحاذق جداً ثلاثة أمثاله ومن الزيت أو دهن الآس أو أي دهن كان أوقيتان يحرق بالرفق حتى ينحلّ المرداسنج فيها ويخثر ولا يحترق.
وللخيرونية منها قشور النحاس زنجار نورة مغسولة بلا استقصاء يتخذ من ذرور أو شبّ مسحوق ذروراً أو زوفا أربعة نطرون اثنين يتخذ منه ذروراً ويتقدم فيلطخها بعسل ثم يذر عليها هذا الدواء.
وصفته: يؤخذ قشور النحاس جزءان شب جزءان قيروطي عشرة تمرّس في الشمس وتستعمل أو إسفيداج شمت ثمانية ثمانية قشور النحاس ملح أندراني كندر زنجار قشور الرمان من كلِّ واحد جزءان نورة جزء شمع عشرة وثلثين دهن الآس مقدار الكفاية.
وأيضاً: يؤخذ مرداسنج زيت رطل رطل زراوند عفص غير مثقوب أوقية أوقية أشق أوقية دقاق الكندر أوقيتان يتخذ منها لطوخ على النار يحرك بأصل القصب.